"اعدمونى
أنا مستحقش أعيش" .. كان هذا طلب المهندس شريف كمال الدين، قاتل زوجته
وأبنائه الذى اشتهر إعلامياً بـ "قاتل النزهة"، فى الجلسة التى سبقت النطق
بالحكم فى قضيته، التى صدمت الرأى العام، وشغلت وسائل الإعلام خلال الأشهر
القليلة الماضية.
كلمات قاتل أسرته لم تكن مجرد "شو" إعلامى، يغازل
به عاطفة المصريين، ويلعب على أوتارها، كما فى خطابات تنحى الزعماء، ولم
تكن طلبا لتخفيف العقوبة، بعد اعتراف الجانى – طواعية – فقد طلب لنفسه
أقصى عقوبة يمكن أن يوقعها عليه القاضى، بل هى الأقصى بالفعل، ولو أنه
ادعى الجنون، أو ترك القضية لألاعيب محامىّ الجنايات لضمن عقوبة مخففة،
خاصة وأن تحليلات أساتذة وخبراء الأمراض النفسية، تشير جميعها إلى إصابته
بلوثة مفاجئة، يمكن تبرير فعلته على خلفيتها، ومن ثم تخفيف العقوبة بشكل
كبير، فضلاً عن أن الجانى قد سبق الجميع وأدان فعلته، وحاكم نفسه، وطبق
الحكم، بقطع شرايين يده اليمنى، قبل أن تبارح دماء زوجته وأبنائه نصل
البلطة التى أجهز عليهم بها، لكن سوء حظه ـ أو هو أجله الذى لم يكن قد حان
بعد ـ أنقذه من اللحاق بزوجته وابنته داليا، وشقيقها وسام، ليطلب بنفسه من
هيئة المحكمة توقيع أقصى العقوبة عليه وإعدامه.
"إرادة الموت" هى
اسم اللعبة، لا مجال لتخمينات أخرى، كأسواط الضمير التى عذبت قاتل أبنائه،
أو رغبة الوحش الشيطانية فى الإفلات من العقاب، أو غيرها من العناوين التى
يمكن أن تبرزها تحليلات الصحف، لتفسير نهاية المهندس شريف، المأسوية، بعد
أيام قليلة من قرار المحكمة بإحالة أوراقه للمفتى، تمهيداً لإصدار الحكم
بإعدامه، فلم يبدُ على الجانى أدنى رغبة فى الحياة، وصدى كلمات القاضى
التى حررت تأشيرته للمفتى يجلجل فى قاعة المحكمة، ولم تهتز فى جسده
"المسنود إلى كرسى متحرك" شعرة واحدة، خوفاً من رعب الأيام القادمة
انتظاراً لحبل المشنقة، على العكس بدا شديد الارتياح، ومتقبلاً للحكم أكثر
من أهل قتيل اقتصت لهم العدالة منه بأقصى مما توقعوا له قصاصاً، وخرج من
قاعة المحكمة، محمولاً، غير قادر على تحريك طرف فى مواجهة فلاشات
الكاميرات التى سجلت لحظات خروجه من القفص.
إرادة الموت هى التى
أسدلت الستار على قضية الجدل، التى تعانقت فيها أقصى درجات الحب، بأبشع
أشكال القتل "قتل الأبناء"، وهى نفسها الإرادة التى حركت المهندس شريف من
البداية، وهو ينهى حياة أسرته الصغيرة، خوفاً عليها من مواجهة الفقر والذل
والديون، بعد أن فقد أمواله فى البورصة، وهى الإرادة ذاتها التى دفعت قلبه
المنهك إلى التوقف عن النبض، ليلحق بأسرته ـ كما أراد من البداية ـ صباح
اليوم الأحد، بمستشفى سجن ليمان طره، بعد أشهر لم تتقدم فيها حالته
الصحية، ليلقى ربه، الذى سيكون ـ بالتأكيد ـ أعلم بدوافعه، وأعدل وأرفق به
من كل قضاة الأرض.
تم تقليل : 82% من الحجم الأصلي للصورة[ 620 x 236 ] - إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي
من هنا
أنا مستحقش أعيش" .. كان هذا طلب المهندس شريف كمال الدين، قاتل زوجته
وأبنائه الذى اشتهر إعلامياً بـ "قاتل النزهة"، فى الجلسة التى سبقت النطق
بالحكم فى قضيته، التى صدمت الرأى العام، وشغلت وسائل الإعلام خلال الأشهر
القليلة الماضية.
كلمات قاتل أسرته لم تكن مجرد "شو" إعلامى، يغازل
به عاطفة المصريين، ويلعب على أوتارها، كما فى خطابات تنحى الزعماء، ولم
تكن طلبا لتخفيف العقوبة، بعد اعتراف الجانى – طواعية – فقد طلب لنفسه
أقصى عقوبة يمكن أن يوقعها عليه القاضى، بل هى الأقصى بالفعل، ولو أنه
ادعى الجنون، أو ترك القضية لألاعيب محامىّ الجنايات لضمن عقوبة مخففة،
خاصة وأن تحليلات أساتذة وخبراء الأمراض النفسية، تشير جميعها إلى إصابته
بلوثة مفاجئة، يمكن تبرير فعلته على خلفيتها، ومن ثم تخفيف العقوبة بشكل
كبير، فضلاً عن أن الجانى قد سبق الجميع وأدان فعلته، وحاكم نفسه، وطبق
الحكم، بقطع شرايين يده اليمنى، قبل أن تبارح دماء زوجته وأبنائه نصل
البلطة التى أجهز عليهم بها، لكن سوء حظه ـ أو هو أجله الذى لم يكن قد حان
بعد ـ أنقذه من اللحاق بزوجته وابنته داليا، وشقيقها وسام، ليطلب بنفسه من
هيئة المحكمة توقيع أقصى العقوبة عليه وإعدامه.
"إرادة الموت" هى
اسم اللعبة، لا مجال لتخمينات أخرى، كأسواط الضمير التى عذبت قاتل أبنائه،
أو رغبة الوحش الشيطانية فى الإفلات من العقاب، أو غيرها من العناوين التى
يمكن أن تبرزها تحليلات الصحف، لتفسير نهاية المهندس شريف، المأسوية، بعد
أيام قليلة من قرار المحكمة بإحالة أوراقه للمفتى، تمهيداً لإصدار الحكم
بإعدامه، فلم يبدُ على الجانى أدنى رغبة فى الحياة، وصدى كلمات القاضى
التى حررت تأشيرته للمفتى يجلجل فى قاعة المحكمة، ولم تهتز فى جسده
"المسنود إلى كرسى متحرك" شعرة واحدة، خوفاً من رعب الأيام القادمة
انتظاراً لحبل المشنقة، على العكس بدا شديد الارتياح، ومتقبلاً للحكم أكثر
من أهل قتيل اقتصت لهم العدالة منه بأقصى مما توقعوا له قصاصاً، وخرج من
قاعة المحكمة، محمولاً، غير قادر على تحريك طرف فى مواجهة فلاشات
الكاميرات التى سجلت لحظات خروجه من القفص.
إرادة الموت هى التى
أسدلت الستار على قضية الجدل، التى تعانقت فيها أقصى درجات الحب، بأبشع
أشكال القتل "قتل الأبناء"، وهى نفسها الإرادة التى حركت المهندس شريف من
البداية، وهو ينهى حياة أسرته الصغيرة، خوفاً عليها من مواجهة الفقر والذل
والديون، بعد أن فقد أمواله فى البورصة، وهى الإرادة ذاتها التى دفعت قلبه
المنهك إلى التوقف عن النبض، ليلحق بأسرته ـ كما أراد من البداية ـ صباح
اليوم الأحد، بمستشفى سجن ليمان طره، بعد أشهر لم تتقدم فيها حالته
الصحية، ليلقى ربه، الذى سيكون ـ بالتأكيد ـ أعلم بدوافعه، وأعدل وأرفق به
من كل قضاة الأرض.
تم تقليل : 82% من الحجم الأصلي للصورة[ 620 x 236 ] - إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي
من هنا
ولقطات ارشيفية لاعترافاته واتصال مع المحامي الخاص به
تم تقليل : 85% من الحجم الأصلي للصورة[ 600 x 453 ] - إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي
من هنا
--------------------