الآثار السلبية الناجمة عن الزواج العرفي
----------------------------------------------------
أولاً : الآثار السلبية الناجمة عن الزواج العرفي بالنسبة للزوجة
1 - ضياع حقوق المرأة : المرأة المتزوجة عرفياً ليس لها  آي حقوق معترف بها قانوناً إذا ما أنكر هذا الزواج العرفي فليس لها الحق فى النفقة أثناء الزوجية وليس لها الحق فى طلب مؤخر الصداق إذا ما طلقت وليس لها الحق فى طلب المتعة أيضاً بعد الطلاق
2- المرأة تصبح معلقة : ( فى حالة يمكن تسميتها اللا زواج واللا طلاق)
المرأة المتزوجة عرفياً تعتبر زوجه بالنسبة لقانون العقوبات ويمكن للزوج تقديمها للمحاكمة بتهمه الزنا إذا ما تزوجت بزوج آخر ، وهى فأشهدوا ذات الوقت ليست زوجة فليس لها حقوق على زوجها لأن هذا الزواج غير معترف به بالنسبة لقانون الأحوال الشخصية ، وليـس من حقها طلب التطليق لأن هذا الزواج غير معترف به فأشهدوا نظر قانون الأحوال الشخصية ، ( يمكن طلب التطليق أو الفسخ طبقاً للقانون رقم 1 لسنة 2000 إذا ما وجد الدليل الكتابي ) فتظل هكذا على حالة اللا زواج واللا طلاق تنعى سوء حظها ولا تلومن إلا نفسها 0
3- الزواج العرفي يؤدى إلى الظن السيئ أو القذف بالزنا : الزواج العرفي غالباً ما يكون سراً خفياً عن أعين الناس فيترتب عليه إشاعات حول الزوجين وتنطلق سهام القذف والشك فى سلوكهما 0
وقد أكد البعض ( الزواج العرفي يفتح منافذ الظن السيئ والخوض فى الأعراض والتقول على الناس ورميهم بالزنا ، وهذا أمر يعصف بكيان المجتمع ويعرض سلامته ووحدته وأمنه للخطر )
4- الزواج العرفي قد يصبح وسيلة لابتزاز الزوجة لنيل الطلاق : الزواج العرفي المدون في ورقة واحدة فى حوزة الزوج سيف مسلط على رقبة المرأة فلا تستطيع منه الفرار فهى زوجة ولا زوجة ، زوجة لا تستطيع الزواج ، ولا زوجة فلا تستطيع المطالبة بحقوقها وتظل على هذه الحال وإذا ما أرادت الفرار من هذه العلاقة فيبدأ الزواج فى مساومتها لنيل حريتها الضائعة وكرامتها المفقودة على أعتاب الزواج العرفي فتكثر طلباته وتزيد رغباته والمرأة مغلوبة على آمرها .
وخاصة أن تزوجت دون وعى أو أدراك لما قامت بالتوقيع عليه فى الماضي فتظل تدفع من مالها ومن دمها ومن عرضها لكي تسترضى الزوج العرفي حتى لا يقيم ضدها دعوى الزنا وهكذا فقد تحولت الزواج العرفي الذي يعتبره الناس زواجاً شرعياً وأصبح وسيلة ابتزاز للمرأة وطريق للزنا 0
 
ثانياً : الآثار السلبية الناجمة عن الزواج العرفي بالنسبة للأسرة
1 - الزواج العرفي عقوق للوالدين : الزواج العرفي يعتبر اعتداء على حق أصيل من حقوق الوالدين وحرمانها من يوم ظلوا ينتظرونه بلهفة وهو قتل لفرحة الوالدين وإهدار لإرادتهما ونكران لحقهما 0
وفى ذلك يقوم الدكتور محمد نبيل غنايم " أن كل من الأب والأم يظل يمنى نفسه باليوم الذى يكبر فيه أولاده ليسعد بهم ويفرح بزواجهم ويستريح على أيديهم بعد كبر سنه ، فالبنت لا تعباً بعرضها ولا شرف أهلها فيمن ترتبط به من وراء أهلها ، ولا الولد يراعى ذلك فيمن يرتبط بها من وراء أهله وأسرته وبالتالي فإنهم يتبادلون بر الوالدين بالعقوق والإحسان بالإيذاء ، بما قد ينجم عن ذلك من تفكك الأسرة "
2 - الزواج العرفي يقطع الأرحام : الزواج العرفي بدون موافقة الوالدين يعتبر اعتداء صارخ لحق الولى الطبيعي فامسكوهن تزويج أبنته وقتل مع سبق الإصرار والترصد للفرحة ظلت تكبر فى قلب الوالدين ينتظرون زواج أبنائهم حتى تنطلق الفرحة تدوي فامسكوهن إرجاء الكون ، وأهل الزوج يعتبرون الزوجة أن فتاة منحلة لأقدامها على الزواج العرفي ويعتبرون أنه وقعت فى الفاحشة ، وأهل الزوجة يعتبرون الزوج أنه قد تلاعب بالزوجة حتى أوقعها فى حبة وتزوجوا عرفياً ، وبعد هذا النكران والجحود من الأبناء لحق الطبيعي للآباء مروراً بالنظرة الدونية للزواج العرفي والنظرة التنكرية من الأهل للزوجين يؤدى كل ذلك الى قطع صلة الرحم 0
3 - الزواج العرفي يؤدى إلى تشويه سمعة العائلات : الزواج العرفي أسرى سواء أنقلب رسمياً أو ظل عرفياً فسيظل نقطة عار فى جبين الأسرة تعير بها طوال حياتها وتظل هذه النقطة تلاحق بنات هذه الأسر لكون أحد أفردها قد تزوج عرفياً ومن المحتمل أن يقلده الباقين ، فيعزف الشباب على الارتباط من أسرة حدث بها زواج عرفياً وهذا من حقه ،
ثالثا : الآثار السلبية للزواج العرفي بالنسبة للمجتمع
1- الزواج العرفي الطريق لضياع الأنساب : وضياع الأنساب الطريق لزيادة ظاهرة أبناء الشوارع وزيادة الجريمة .
قد تجد الأم صعوبة فى إثبات نسب الأولاد إلى أبيهم خاصة إذا لم يوجد دليل كتابي وصعوبة الإثبات بالبينة خاصة وأن الزواج العرفي غالباً ما يكون سراً ، وكذلك بالنسبة للزواج من الأجانب فأنهم يفرون ويتركون الزوجة تواجه مصيرها هى وولدها ولا تستطيع نسبة هذا الطفل لأبية خاصة إذا لم تكن تعلم عنوانه ، وهكذا سيخرج للمجتمع أبناء ليس لهم أباً سيهيمون على وجوههم فى الأرض بلا أب ولا أسرة وسيضيعون وسط الزحام وسيصبحون من أطفال الشوارع تلك الظاهرة التي تعانى منها مصر فهناك أطفال لا يعرفون لهم أسرة تلقى بهم الأمهات فى خضم الشارع ليتصارعوا من أجل الحياة ، الزواج العرفي إشاعة الفاحشة فى المجتمع .
يؤكد علما النفس والاجتماع آن الزواج العرفي يؤدى إلى إشاعة الفاحشة فى المجتمع ويوضح ذلك الدكتور أحمد المجدوب " الخبير بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية " أنه نظراً لأن المتزوجين عرفياً ليس لهم مكان يستقرون فيه ، وإنما كلما شعروا بحاجة إلى الإشباع الجنسى للشهوة يذهبون إلى شقق مفروشة أو مسكن خاص لأحد أصدقائهم ، وعندما يرى الناس هؤلاء الشباب المتعلم يترددون على هذه الأماكن ويمارسون هذا السلوك فإنهم يسلكون مسلكهم ويقلدونهم ، مما يصبح عاملاً مساعداً على تفشى الفاحشة فى المجتمع ، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ، فان الشباب عندما يرى أن الزواج العرفي يتيح له الارتواء الغريزي للشهوة بسهولة ويسر دون أن يتحمل الشاب آي أعباء مالية أو معنوية ، فإنه سيحجم عن الزواج الشرعي الموثق نظراً لتكاليفه المرهقة التي لا يقدر عليها الشباب ، مما سيؤدى الى إشاعة الفاحشـة فى المجتمع وتفشى الدعارة المقننة تحت مسمى الزواج العرفي 0
ومن أسباب انتشار الزواج العرفي التقليد فالأبناء يقلدون آبائهم والشقيات يقلدن أشقائهم والأصدقاء يقلدون بعضهم البعض وخاصة عندما تدور المناقشة وتجد آن من وقع فى براثن الزواج العرفي قد بحث فى هذا الموضوع من ناحية الشرعية وتجد يناقش بكل قوة ويخرج الحجج والبراهين التي تؤيد موقفه والمناقش له تجد أنه لم يبحث فى هذا الموضوع وإنما طرأ الحديث عنه صدفة فتحدث فتجد أن حجته ضعيفة وقاصرة فلا تقوى على الصمود أمام حجج المتزوج عرفياً 0